0 اطلب قالبا




تبدأ المدونة كفكرة ثم نضع لها خطة ثم نرسم لها أهدافها.. أقصد المدونة الواعية التي تريد أن تقدّم خدمة أو تثري مجالا أو تسهم في الإعلام. ومن أجل المدونة التي انطلقت من فكرة وتمتلك خطة وترمي إلى أهداف، سنضع تصنيفات للقوالب بحيث أن طالب القالب يجد ما يناسب فكرته شكلا وتقنية، فمهم جدا أن يتناسب شكل المدونة مع مضمونها وأهدافها.. وإذن، لأننها نعمل من أجل المدونة الواعية، فإن تعاملنا مع الطلبات يكون مشروطا بأسئلة على طالب القالب أن يجيب عنها، أسئلة بسيطة ولا تتعلق بالخصوصية بل ترمي إلى معرفة فكرة المدونة وهدفها ومدى استعداد المُدوّن أن يواصل التدوين من أجل فكرته.. قريبا سنضع شروط طلبات القوالب راجين من كل من لا تتوافق قناعاته مع شروطنا أن يعذرنا، فالأمر متعلق بفكرة مدونة المدون العربي وخطتها وأهدافها.
[تابع القراءة...]


0 بيت القوالب




من أهم مميزات مدونة بلوجر أنها في إمكان كل مستعمل للأنترنت مهما كانت معرفته بسيطة بالتدوين في النواحي التحريرية والفنية والتقنية، إضافة إلى تنوّع قوالبها بما يستجيب لكل الأذواق.. وإن تكن مدونة بلوجر بلغات أخرى قد لقيت التطوير وعرفت الرقي، فإن مدونة بلوجر العربية لمّا تزل في حاجة إلى جهود كبيرة للإرتقاء بها.. وهنا في بيت القوالب سنحاول أن نجمع المواقع التي تقدّم أرقى القوالب ونعرض القوالب التي نقترحها على المُدوّن العربي مع ذكر أسباب الاقتراح ودوافعه.. راجين لكل من يستعمل مدونات بلوجر التوفيق والنجاح.
[تابع القراءة...]


0 الفرق بين المدونة (Blog) و الموقع (Website)



كثيرا ما يسألني أصدقائي و من حولي عن رغبتهم في بناء موقع انترنت و بعد أن استمع للحاجات و الأهداف التي من أجلها يودون افتتاح مواقعهم فأني و في الغالب أنصح في أن تكون مواقعهم (الشخصية) عبارة عن (مدونة) و عندها يتم سؤالي لماذا (مدونة) ؟ و ما هو الفرق بينها و بين الموقع؟ و عندما أبداء في الشرح لهم الفروقات و سبب اختياري للمدونة فغالبا لا أوفق في إيصال الفكرة بسرعة ولعل ذلك يرجع لاني مطور ويب و أنظر للأمر بصورة احترافية ,وهذا يعني لي أنه لا فرق بين المدونة و الموقع و كذلك الحال لا يوجد ما يمكن عمله هنا ولا يمكن عمله هناك بل و يمكن تطويع الجميع ليأدوا نفس الغرض وخدمة أي هدف و لذا لا أستطيع أن أقول أن هذا لا يمكن عمله و لكن للنظر للأمر بصورة منطقية مرة أخرى فهذا التطويع يعني وقت و الوقت يساوي المال و لذا فأن الموضوع يختلف عندما أسئل من وجهة نظري كمحترف عن وجهة نظري كمستخدم و للمستخدم لان المستخدم لا يعرف الكثير في الأمور التقنية و لذا فأنها تحتاج مني إلى الكثير من الشرح و إلى إزالة بعض المعتقدات لدى الأشخاص عن المدونات و من ثم توضيح الفروقات و ذكر الايجابيات

في بداية هذا المقال لا بد أن نتفق أنا و أنت على حقيقة مفادها بأن (المدونة) هي موقع انترنت و لا يوجد هناك أي اختلاف يذكر إلا في طريقة العرض تقريبا و في وجود بعض الأقسام و انعدام بعضها, و الاختلافات البسيطة هي عادة ما تكون في إدارة الموقع و طريقة العرض و لننتقل أنا و أنت معا لنصحح بعض المعتقدات الخاطئة حول المدونات و لنشرح بشكل أكبر نقاط القوة و الفروقات

المدونة تصلح للأفراد و لا تصلح للشركات

لعل هذا هو أكبر أمر شائك لدى من يريد أن يبني موقع ,بحيث أن حتى المواقع الكبيرة مثل (Google) على سبيل المثال قامت بافتتاح مدونة خارج موقعها و أسمها مدونة جوجل و ذلك لكي لا تسبب لبسا على الزائر ومن يستخدم خدماتها فالبنهاية هدف المدونة لشركة جوجل هي نشر أخبارها و التفاعل مع زوارها و اخذ التغذية الراجعة بشكل تفاعلي بين إنسان و إنسان و ليس عبر أجهزة الاتصال العادية و المعتمدة على الرد الآلي وما هي المدونة إلا وسيط , و كما ذكرت في بداية المقال الهدف هو ما يحدد توجهك لمدونة أو موقع فعلى سبيل المثال موقع تبادل الكتب (books-exchange) لا ينفع أن يكون مدونة لان بها خصائص و نظام تعامل يعمل كخدمة و ليس كمزود محتوى فقط و هذا بالتأكيد لا يمنع من افتتاح مدونة أو اعتبار أخبار الموقع و المواضيع كتدوينات بشكل موزع بين ثنايا الموقع

التفاعل بين الزوار و الموقع

التفاعل بين الزوار و الموقع تكون أكثر في المدونات لان الناس تشعر بإحساس داخلي بأنها تتعامل مع أفراد بعيدا عن البيروقراطية و الروتين و الأنظمة و بهذا تجدهم يتحدثون بأريحية و تفاعل سلس , أما في الموقع فأن العادة جرت بأن يكون هناك قنوات جافة للتواصل مثل البريد الالكتروني أو النموذج البريدي و الذي يأتيك منه ردا أليا (بأننا سعيدين برسالتك و سوف نرد عليك في أقرب و وقت) حتى لو كانت هذه الرسالة مجرد شتم في هذه الشركة , و لا اعلم معنى (أقرب وقت) هل هي بعد العيد أم قبل الربيع أم بعد الظهر : )

المبلغ المادي المتطلب في الصيانة و التطوير

في المدونات ليس عليك أن تهتم بالتطوير فان هناك مئات الأشخاص الذين يقومون بعمل الإضافات و توفيرها إما بشكل مجاني أو بأسعار رمزية لتضيفها إلى موقعك للتكامل مع نظام إدارة المحتوى و بذلك تقدم خدمات إضافية في موقعك كما تتوفر الكثير من الإضافات التي تساعدك على صيانة موقعك بشكل آلي و كل هذا مجاني

الأمان

أعتقد بأن الأمان هو أكثر في المدونات و ذلك بسبب أن هناك ملايين الأشخاص الذين يستخدموا برامج المدونات و في حال تم اكتشاف أي ثغرة فإنها تعمم و بسرعة بل أن المدونات تحتوي على آلية تخبرك فيها في حال وجود أي تحديث جديد مباشرة , أما المواقع فإنها تحتاج إلى مراجعة من خبراء للتأكد من الاكواد و في نفس الوقت تحتاج على فريق عمل للتأكد من عدم وجود أي ثغرات أمنية حالية أو مستقبلية و خصوصا تلك المواقع المخصصة الصنع و التي لا تعتمد على أنظمة إدارة محتوى مشهورة و عالمية

سهولة الإدارة

لا تختلف إدارة المدونات و المواقع بعضها عن بعض و إن كان الاختلاف هو فقط في الهدف حيث أن أغلب المطلوب في المدونة هو الكتابة في المحرر النصي و تنسيق النص و كأنك تعمل في أي تطبيق لمعالجة النص و كذلك الحال بالموقع إلا أن المواقع تكون في غالب الحال ثابتة و غير متجددة إلا أن المدونات تتميز بالتجديد

مذكرات فردية

بالتأكيد المدونة تتيح لك أن تضع مذكرات فردية و أنا أنصح بها و ذلك لتعطي مدونتك طابعا شخصيا و إكسابها روحا بشرية و بهذا تكون أقرب إلى زوارك عندما يعرفوك كشخص و ليس كآلة , و في نفس الوقت لا يعني هذا المذكرات سيئة فما بالك بمحامي يقوم بكتابة مذكراته اليومية عن مرافعاته و يعطينا دروسا في القانون عبر قصص حقيقيه

التخصص في المحتوى

من قال أن المواقع فقط من تمتاز بالتخصصية و أن المدونات ما هي إلا خواطر و ذكريات ما هو إلا شخص لا يعلم عن المدونات الكثيرة المتخصصة العالمية و العربية بل أن هناك الآلاف منها قديما حتى قبل أن تعرف باسم مدونة إلا أن الطابع بشكل مدونة انتشر في العقد الأخير و بدء يأخذ طابعا متشابها بل و الكثير من أصحاب المواقع و حتى الزوار لا يعلمون بأن المواقع التي يزوروها ما هي إلا مدونات و لكن بطريقة عرض مختلفة بعض الشيء , فبدلا من عرض أخر المواضيع بشكل تسلسلي في الصفحة الرئيسية يتم الاعتماد على عرض الأقسام بشكل رئيسي

التدوين موضة و ستنتهي قريبا

بالتأكيد من يقول ذلك هو خاطئ فالتدوين هو أساس ما يسمى بالإعلام الجديد بل و أن عدد المدونات الفردية يزداد بشكل كبير كل يوم بل و الاهتمام بالمدونات الاحترافية من الشركات الكبيرة بدء يتزايد بشكل ملحوظ حتى أنك تعتقد بأن الانترنت تحولت إلى مدونات فقط

لا أحد يقرأ المدونات

كما ذكرت في النقطة السابقة الإعلام الجديد يدور حول التدوين و ارتباطه بالشبكات الاجتماعية بل أن اكبر المواقع الإخبارية العالمية و حتى المواقع الإخبارية العربية بدئت تتيح خدمة عرض الأخبار كتدوينات في موقعها مع ترك مجال التواصل مع الجمهور عبر التعليقات كما الحال مع المدونات

الشبكات الاجتماعية

تتكامل تطبيقات المدونات مثل (Word Press) مع كل الشبكات الاجتماعية تقريبا و ذلك بسبب الإضافات الحرة التي يقوم بها الآلاف على منصة عمل هذا التطبيق و بذلك يمكنك ربط جميع الشبكات الاجتماعية بمدونتك و بهذا تعلم جميع من يتابعوك عبر الشبكات الاجتماعية بالجديد في مدونتك أو تتكامل مع الوسائط المرئية مثلا في المواقع المتخصصة

الوظائف و الخصائص

لا تختلف الخصائص و الوظائف كثيرا فالبنهاية هي عبارة عن محتوى إما مكتوب أو مرئي كالصور و الفيديو أو مسموع و يتم عرضه بشكل أو بأخر و لربما يختلف التنسيق و طريقة الوصول لهذه البيانات

نقلا عن مدونة محمد بدوي

[تابع القراءة...]


0 التّدوين.. طريق التّكّسب




بدأت المدونات كمواقع ويب مختلفة عن السائد تتيح لأصحابها مشاركة اهتماماتهم مع الغير بسهولة ويسر، ثم غذت بسرعة وسيلة حرة للتعبير عن الرأي وأداة لتشكيل الرأي العام والتأثير على صناع القرار. وأخيرا أصبحت صناعة قائمة بذاتها لها مواردها وروادها وسوقا تسعى كثير من الشركات إلى الإستحواذ على نصيبها منه.
التدوين كان في البداية مجرد هواية، والآن أصبح مهنة لعدد كبير من المدونين حول العالم. لكن لم يكن من السهل التصديق بأن المدونات يمكن أن تحقق لأصحابها عائدا ماديا معقولا إلى أن بدأ الرواد الأوائل المتربحين من التدوين يفصحون عن عائداتهم المالية من التدوين الإحترافي. وبدأ آنذاك مصطلح “مدون محترف” في الإنتشار دلالة على من يمارس التدوين، لا كمجرد هواية، بل كنشاط إحترافي تجاري من أجل كسب المال.
إذا كان التدوين الشخصي هو التدوين من أجل إكتساب أصدقاء جدد ومشاركة الخبرات الذاتية، فإن التدوين الإحترافي هو التدوين من أجل كسب المال.
الطريق السريع للإغتناء
للتدوين الإحترافي أشكال مختلفة وللتربح من التدوين أكثر من أسلوب. لكن هناك حقيقة يتفق عليها رواد التدوين الإحترافي: التدوين ليس طريقة سهلة للإثراء السريع. لا يمكنك تحقيق العوائد المالية الكبيرة من التدوين بسهولة وبسرعة. يمكنك إستثمار مبلغ صغير في البورصة، ثم بعد أسابيع (أو أيام قليلة) بضربات حظ متتالية ستصبح مليونيرا! أما التربح من التدوين فيحتاج وقتا وجهدا غير يسيرين.
لا أقول هذا لإحباطكم. بل لتجنيبكم الإحباط لو جربتم التدوين الإحترافي وتفاجأتم من أن العائد المادي ليس بالحجم الذي تصورتم. الأمر يحتاج إلى صبر وتخطيط.. ومعرفة.
الإحتراف والتفرغ
إحتراف التدوين لا يعني بالضرورة التفرغ لممارسة التدوين. فالتدوين الإحترافي له أشكال متعددة من الممارسات –سنتعرف عليها تباعا في المقالات القادمة- يمكن للمدون المحترف أن يختار منها ما يناسبه.
من جهة أخرى التفرغ للتدوين لا يعني أن المتفرغ أصبح مدونا محترفا. فالمدون إن لم يكن قادرا على تحقيق أي عائد مادي من ممارسته للتدوين (بأي شكل من الأشكال) فلن يكون مدونا محترفا حتى ولو كان متفرغا طيلة اليوم للكتابة في المدونات.
أشكال التربح من التدوين
سأتطرق هنا بلمحة سريعة لأشكال التربح من التدوين، وسيكون لي لاحقا أكثر من عودة لتفصيل بعض النقاط.
مبدئيا يتم تقسيم أشكال التربح من التدوين، أو مصادر الكسب من التدوين الإحترافي، إلى قسمين: الكسب عن طريق المداخيل المباشرة، والكسب عن طريق المداخيل غير المباشرة.
طرق الكسب المباشر من التدوين هي الأساليب التي تتيح للمدون جني المداخيل المالية مباشرة من مدونته. مثل: نشر الإعلانات، الحصول على عقود الرعاية، كتابة المراجعات للمنتجات والخدمات التجارية، تلقي التبرعات من قراء المدونات… إلخ.
أما الكسب غير المباشر من التدوين فهو ما يحققه المدون بفضل مدونته. مثل خلق علامة تجارية لنفسه، تنمية شبكة علاقاته، تسويق نفسه كخبير في المواضيع التي يكتب عنها… إلخ. وهو ما يتيح له تحقيق عوائد مباشرة عن طريق بين خدماته ومنتجاته، مثل: الكتابة في مدونات أخرى (أو صحف) بمقابل مادي، المشاركة في تأليف الكتب، إلقاء المحاضرات وتنظيم الورشات… إلخ.
كيف تختار شكل الكسب المناسب؟ لا جواب مباشر. الأمر مرتبط بما يمكنك تقديمه وما تملكه من خبرات. يمكنك دائما تجربة أشكال متعددة من الكسب قبل أن تختار شكلا واحدا. ويمكنك أيضا إختيار أكثر من أسلوب في نفس الوقت.
مدونة واحدة لا تكفي
مدونة إحترافية واحدة قد لا تكون ضامنا للحفاظ على تجربة تدوينية إحترافية آمنة. نعم يمكنك تحقيق مداخيل مالية معقولة، وهناك مدونات إحترافية، وفق شروط معينة، يمكنها لوحدها أن تحقق مداخيل كبيرة. لكن من يبحث عن مداخيل أكبر ونمو متواصل آمن، سيحتاج إلى أكثر من مدونة واحدة.
على عكس أسلوب الكسب غير المباشر من التدوين، الذي لا بتطلب عادة سوى مدونة واحدة يسوق فيها المدون لنفسه وخبراته، فإن أساليب الكسب غير المباشرة من التدوين تحتاج إلى أكثر من مدونة، لأن متطلبات شريحة القراء لكل مدونة تختلف عن الأخرى، والأسلوب التربحي الذي ينفع مع شريحة معينة لا ينفع مع شريحة أخرى.
لذلك من الأفضل الكتابة في أكثر من مدونة –متخصصة طبعا- ليتسنى لك تجربة أساليب الربح من التدوين المتعددة ولتنويع مصادر الدخل. بمعنى آخر: لا تضع كل البيض في سلة واحدة!

منقول عن مدونة محمد الساحلي.

العنوان الأصلي للموضوع/ ما هو التدوين الاحترافي؟
[تابع القراءة...]


0 "كلنا ليلى" : قراءة فى مدونة نسائية جماعية



"بدأت فكرة "كلنا ليلى" بليلى/ واحدة منا تشكو وتبوح لـ"ليلى" أخرى ليزيد العدد إلى ثلاثة فخمسة فأكثر من خمسين فتاة وسيدة، لنكتشف أنه على اختلاف خلفياتنا وأفكارنا وأولوياتنا كلنا في النهاية ليلى."

شهد الواقع السياسي المصري في العام والنصف الماضيين حراكا سياسيا من نوع خاص ناتج عن مفارقة فريدة بين نظام يبذل جل جهده في الإيحاء بزيادة مساحات الحرية، ونخب ومجموعات عمل مدنية لا تكتفي بالإيحاءات وتعمل على إلزام النظام بإصلاحات حقيقية. بالتالي كثرت حركات "من أجل التغيير" المطالبة بحريات أكبر في مجالاتها المختلفة، والتي تعمل من أجل تحقيق مصالحها، وتربط ذلك - بشكل أو آخر- بضرورة التغيير في السياق العام بأكمله بالضغط لتحقيق ديمقراطية حقيقية. في ظل هذه الحالة من الحراك والتفاعل ازدهر دور المدونات كوسيلة للتعبير عن الهم السياسي العام. والمدونات هي صفحات شخصية بحتة من السهل جدا الحصول عليها من مواقع تقدم خدمة استضافة المدونات، ومن مميزاتها العديدة إتاحة مساحة خاصة للتنفيس والتعبير عن الأفكار والمشاعر المختلفة، مع إمكانية استقبال تعليقات زوار المدونة، وبالتالي قد تساهم هذه الخاصية في فتح نقاش حول المحتوى المكتوب أو حتى وضع تعليق بسيط بدون اسم يفيد بأن شخصا آخر في هذا العالم قد مر بنفس هذه التجربة أو يشعر بالامتنان لوجود من يشاركه نفس الآراء أو الأفكار.

لذلك ينطوي اعتبار المدونات في عمومها حركة سياسية مغالطة كبيرة، فالمدونات تعكس طيفا من الاهتمامات والتجارب الشخصية التي لا يمكن حصرها في السياسة فقط، كما أنها وُجدت بالفعل قبل فترة الحراك السياسى الأخيرة - ولو بأعداد قليلة. ولكن نشاط عدد من قدامى المدونين في العمل الأهلى واهتمامهم بالواقع السياسي ومشاركتهم في المظاهرات والوقفات الاحتجاجية وتغطيتها، بل والتعرض للاعتقال بسببها كما حدث في اعتصامات التضامن مع القضاة، ساهم أيضا في نشر الاهتمام بالشأن السياسي في المدونات، مثلما ساهم في توجيه اهتمام الإعلام للمدونات، حتى أصبحت مكانا مهما لالتقاء عدد لا بأس به ممن ينتمون للأغلبية الصامتة ونمو نوع من الألفة الافتراضية بينهم.

في إطار هذا الشعور بالألفة والعمل من أجل المصالح المشتركة جاءت فكرة يوم "كلنا ليلى". اعتمدت فكرة يوم ليلى على طرح إنساني بسيط: إذا كنا كإناث نعاني من أوضاع متخلفة في المجتمع، ومن نظرة دونية نراها في عديد من المواقف، إذن لنطرح القضية أولا من وجهة نظرنا لنتحاور بشأنها. فوجود الخطاب الإعلامي الذي يوحي برعاية الدولة لصعود المرأة وترقي أحوالها، إلى جانب انحدار قيمة الإنسان في بلادنا وتدهور الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، يوحي بأن الأوضاع التي لا تعجبنا كإناث أوضاع عامة يعاني منها أغلب المصريين كنتيجة لسيطرة نظام لا يراعي احتياجات وحقوق الإنسان الأساسية. لكن هذه المغالطة تتجاهل نوعا آخر من الظلم يقع على المرأة، لا علاقة له بالمؤتمرات النسائية الحكومية ولا بالأوضاع المتردية العامة، فهو مرتبط أساسا بموروث ثقافي متغلغل في سلوكيات المجتمع لدرجة أصبحت تبدو طبيعية وعادية وماعداها غريب، بل ومستورد من الخارج. فيوم ليلى ليس موجها ضد الرجل، إطلاقا، ولكن ضد المجتمع – إناثا وذكورا- وما يفرضه من أفكار وقيود مسبقة على الأنثى، فقط لأنها أنثى.

ولأنه من الطبيعي ألا يرى الإنسان الواقع وتحدياته إلا من خلال وجهة نظره وعن طريق ما يتاح له من معلومات أو تجارب يعيشها، كانت الفكرة ببساطة هي عرض القصة من وجهة النظر الأخرى، عرض التجربة الإنسانية من وجهة نظر فتاة أو سيدة كما تراها أو كما عاشتها. كان الهدف أن نتيح الفرصة لأكبر عدد من الإناث على المدونات للتحدث بصوت مسموع عن تجاربهن الشخصية، فدائما ما تواجه أي أنثى تتحدث عن اضطهاد أو ظلم ما بادعاء "إنها حالة فردية" وأنه "لا داعي للمبالغة". إذن فلنر ماذا ستقول المدوِّنات إذا تحدثن عن تجاربهن كإناث في يوم واحد: هل يشعرن بظلم فعلا؟ هل هناك ما يتمنين تغييره؟ هل هناك وسيلة لتغييره؟ هل ساهم المجتمع في تشويه صورتهن عن أنفسهن؟

بدأ تنظيم يوم "كلنا ليلى" من قبل خمس مدوِّنات، شاركن في اختيار اسم اليوم وحشد باقي المدونات الإناث ودعوتهن للمشاركة وعمل مدونة خاصة اسمها "كلنا ليلى" تعرف باليوم وهدفه وتوثق ما كتب في هذا اليوم وردود الفعل عليه.

كانت أول مشكلة واجهتنا اختيار اسم لليوم، شخصية تصلح لأن تكون رمزا لافتا ومعبرا عما نهدف له من اليوم. كان الاختيار الأول اسم "نورا" بطلة مسرحية هنريك إبسن الشهيرة "بيت الدمية"، والتي كانت من أوائل المسرحيات التي لفتت لأهمية المرأة كإنسان له كيانه المستقل في العالم الغربي. لكننا فضلنا أن يكون الرمز نابعا من تراثنا المصري اعتزازا وإيمانا به وباحتوائه على نماذج تشبهنا من جهة، وبعدا عن التهم الكريهة المتعلقة بالعمالة للغرب والترويج لأفكاره، والتي يستخدمها البعض للمصادرة على أصوات وأفكار البعض الآخر دون تروٍ أو تدبر. وبالفعل وقع الاختيار على "ليلى"، وهي ليست "ليلى" حبيبة قيس، ولكن "ليلى" بطلة رواية لطيفة الزيات "الباب المفتوح". فهي فضلا عن كونها شخصية تنتمي للواقع المعاصر، ومعروفة بحكم أن الرواية قد تحولت لفيلم جميل بطولة فاتن حمامة، هي كذلك – كما جاء على موقع كلنا ليلى - "نموذج للفتاة المصرية التي تتعرض لمواقف حياتية مختلفة في مجتمع يعلى من شأن الرجل ويقلل من شأن المرأة، ولا يهتم بأحلامها أو أفكارها أو ما تريد أن تصنع في حياتها. ومع ذلك فقد استطاعت ليلى التي تعرضت منذ طفولتها لأشكال مختلفة من التمييز أن تحتفظ بفكرتها الأصيلة عن نفسها وتظل مؤمنة بدورها كامرأة لا تقل أهمية بأي حال من الأحوال عن الرجل، سواء في البيت أو في العمل أو في الدراسة أو في العمل العام".

ثم بدأت مرحلة الحشد، وهنا واجهتنا بعض التساؤلات عن المرجعية التي تحكمنا: هل هي دينية مثلا؟ أم تنتمي لحركة أو اتجاه نسوي معين؟ الحقيقة أن ما جمعنا منذ البداية لم يكن مرجعية دينية أو اتجاه نظرى، ولكن شعور مشترك بنظرة المجتمع لنا على أننا "قطع ناقص"، لا إنسانا مكتمل النمو والعقل له قراراته واختياراته التي يجب احترامها، مهما بدت متعارضة مع مفاهيم المجتمع عن دور الأنثى وصفاتها والحدود المرسومة لها. إذن هي مرجعية إنسانية وفقط، يمكن أن نلتف جميعا حولها والمطلب الوحيد هو الحصول على حرية أن نكون أنفسنا بأفكارنا واتجاهاتنا المختلفة. فربما نختلف فيما بيننا على شكل هذه الحرية، ولكن كان هناك اتفاق على أهمية أن تعبر كل ليلى عن رؤيتها للحرية وحقها في الحصول عليها بغض النظر عن رأي أي إنسان آخر في مفهومها الخاص عن هذه الحرية.

اتجاهات:

شاركت حوالي سبعين مدوِّنة مصرية في يوم "كلنا ليلى". وكما كان كمّ المشاركة والتجاوب رائعا، عكست التدوينات تنوعا ثريا ومبهرا في طرق التفكير وزوايا تناول الموضوع وعرضه بأشكال فنية وتيمات مختلفة، فمن رسالة كتبتها "فريدة" لابنتها التي لم تأت بعد، لمحاكمة تخيلية لـ"مرسي" - كرمز للرجل المستبد – من نساء من مختلف الأعمار والخلفيات الثقافية في شكل كوميدي فذ يثير الضحك والتفكير في آن واحد بقلم "Epitaph"، لتخيل "بنت مصرية" لأول لحظة خرس وانقطاع للتواصل بين الرجل والمرآة منذ بدء الخليقة، لرصد "حلم" عن تحول الزواج لصفقة شراء ببنود موثقة في عقد الزواج يوافق عليها البائع والشاري في تواطؤ صامت. هذا بخلاف أشكال متعددة من البوح، سواء في شكل مقالات بالفصحى أو العامية، أو حوارات حقيقية أو متخيلة، أو تجميع لمتفرقات ومشاهدات مختلفة تحت عنوان واحد.

تناولت التدوينات مواضيع متعددة تتراوح بين ما تواجهه السيدات من معاناة في المجال العام كالشارع وأماكن العمل والتعليم، والمجال الخاص في المنزل مع الزوج أو الأسرة (سواء مع الأب أو الأم أو الأخ). وحتى تلك المساحة الحميمة من أنفسنا التي نلوذ بها عندما يضيق علينا الفضاء الخارجي بما رحب لم تخلُ من رقيب داخلي تكوَّن بتراكم تجارب العيش في مجتمع لا يفهم معنى الحرية الشخصية، خاصة لو تعلقت بأنثى.

مثلا تحدثت "لمياء محمود" و"Me" عن المضايقات السخيفة التي تتعرض لها الإناث لمجرد الخروج للشارع وفي المواصلات العامة، وكيف أنها في تزايد مستمر. وذكرت "دنانير" - في تدوينة متنوعة تعرض لأشكال مختلفة من معاناة المرآة بعنوان "منكوشة الروح" - تحول هذه المضايقات لشكل أكثر تطرفا ووحشية من التحرشات، عندما سردت قصة فتاة اختطفها سائق تاكسي وتحرش بها وهو يطمئنها أنه من الشهامة بحيث يحفظ لها عذريتها، متجاهلا عمق الجريمة التي يرتكبها. وجاءت هذه التدوينات في سياق مهم استفادت فيه - وأثيرت- مجموعة من التدوينات السابقة على يوم "ليلى" تحدثت عن المعاكسات وأسلوب مواجهتها بشكل ساخر، كما جاءت حوادث تحرشات وسط البلد في عيد الفطر لتؤكد ما جاء في هذه التدوينات.

أما "شيماء" فتحدثت في تدوينة بعنوان "التفرقة العنصرية" عن التفرقة بين الطالبات والطلاب في أماكن التعليم وسردت تجربتها الشخصية في التعامل مع نموذجين مختلفين لأستاذ الجامعة. فبينما كان أحدهما يرى ضرورة أن تنزل بنفسها لمواقع العمل والتدريب - كمهندسة معمارية – مثلها مثل أي مهندس آخر، وألا تتكئ على كونها أنثى، بل ويعنفها إذا أهملت في ذلك، كانت أستاذة أخرى تفرض على البنات شغل مكاتب على الكمبيوتر وترفض طلبهن النزول لمواقع التدريب معلقة "فاكرين نفسكوا رجالة"!!!

تتقاطع قصة "شيماء" مع مفهوم ودراسات "الجندر Gender" أو النوع الاجتماعين في معناها الأصلي غير المتطرف أو المشوه، حيث تتناول تأثير المجتمع وثقافته على تنشئة البنات والأولاد منذ الصغر وعلى اختلاف معايير التعامل مع الذكر عن الأنثى، وكيف يؤثر ذلك على السلوك وطرق التفكير. في هذا الإطار شكل كم الازدواجية الذي يتعامل بها المجتمع مع الذكور والإناث محورا مهما دارت حوله العديد من التدوينات. حيث تحدثت "فريدة" في رسالتها لابنتها المتخيلة عن تفريق المجتمع بين "الخطأ الذكوري" الذي يمكن التغاضي عنه والتسامح فيه على أنه حب للتجربة ورعونة شباب، و"الخطأ الأنثوي" الذي لا يغفره المجتمع ويقف لمرتكبته بالمرصاد. وتبنت "فريدة" مرجعية دينية في نقدها لنفاق المجتمع في تعامله مع الرجل والمرأة في مسائل الخيانة الزوجية مثلا. فبرغم توحيد عقاب الزاني والزانية في القرآن الكريم، إلا أن المجتمع ينظر لخيانة الرجل كنزوة أو خطأ عابر، بينما يعتبر خيانة المرأة جريمة لا تغتفر. كذلك تبنت "زنوبيا" نفس المرجعية في تدوينتها "ثورة الحريم في القرن الواحد والعشرين" لتستنكر تأخر حصول المرأة على حقها في الخلع – والمكفول منذ أربعة عشر قرنا – إلى السنوات الأخيرة فقط. كذلك ترفض حصر حرية المرأة في حرية العري مثلا، لأنها تسجن المرأة ودورها في إطار الجسد فقط وتنزع عنها نواحٍ إنسانية أخرى. وفي معرض الحديث عن المرجعيات، قدمت "Blue Stone" مقارنة بين أوضاع ليلى الحالية ومكانتها في مصر الفرعونية لتعكس ما أصاب هذه المكانة من تدهور في العصر الحالي.

أما "بطابيط" فانتقدت ازدواجية المجتمع من منطلق آخر، حيث يعطي الرجل الحق في الخروج وحرية الحركة والسفر بشكل مطلق ويُنظر للسيدة التي تحاول الحصول على نفس الحق نظرة اتهام وإدانة. وبالفعل كان مطلب حرية الحركة قاسما مشتركا في العديد من التدوينات، كوسيلة للتعرف على ما يحدث حولنا وتحصيل العلم والثقافة وإثراء خبرتنا وتجربتنا بالعالم بشكل عام، خاصة أن المضايقات والتحرشات السخيفة، والتي تتخذ كذريعة للحد من حرية الحركة، يجب أن يتم التعامل معها بشكل مختلف عن معاقبة الضحية وإلزامها المنزل أو مواعيد خروج ودخول استبدادية. فهي مشكلة تتعلق أولا وأخيرا بمجتمع لا يدين هذه المضايقات بشكل كافٍ ودائما يلقي بجزء من اللوم على الفتاة.

ولفتت "بطابيط" الانتباه لنقطة مهمة، فهذه النظرة نظرة مجتمعية عامة ليست خاصة بحكم يطلقه الرجال على السيدات، فدائما ما تسمع الفتيات يلُكن سيرة فتيات مثلهن فقط لأنهن حاولن كسر القيود التقليدية والتمتع ببعض الحرية. كذلك ينظر المجتمع دائما لأي سيدة تأخرت في الرجوع للمنزل على أنها منحلة، وأنه لابد من وجود ما يشين وراء هذا التأخير. وفي نفس الموضوع كتبت "إنجي" تدوينة - على شكل حوار باللغة الإنجليزية – عن رفض من حولها خروجها – أو خروج بطلة تدوينتها – للذهاب لمقابلة عمل قد تكون فرصتها الوحيدة في الحصول على وظيفة إلا بصحبة أحد ذكور العائلة. ولأن وقت أي منهم لا يسمح، لا تذهب للمقابلة وتفقد الوظيفة.

من المحاور المهمة التي دارت حولها التدوينات المرأة والزواج، فتناولت مثلا نظرة المجتمع للفتاة غير المتزوجة على أنها إنسان غير مكتمل الأهلية. فجميع أحلام السفر مؤجلة حتى الزواج كما تقول "إني راحلة". أما "برايد" صاحبة مدونة "عايزة أتجوز" والتي تتناول نماذج العرسان المتقدمين لها في شكل كوميدي، فخرجت عن خط المدونة الرئيسي لتكتب في يوم "كلنا ليلى" عن طرق تربية المجتمع للفتاة وتنشئتها على أن مصيرها الزواج، في ظل أزمة اقتصادية يعاني منها الشباب والمجتمع ككل تؤخر الزواج وتمنعه أحيانا، وما يترتب على هذا من إحباطات مستمرة للفتاة إذا لم تتزوج، ويجبرها في كثير من الأحيان للخضوع لشروط زواج مجحفة لمجرد أن تهرب من ضغط الأسرة ونظرة المجتمع لها ولقب "عانس". كذلك تحدثت "Blue" صاحبة مدونة "لست أدري" – وصاحبة فكرة يوم ليلى – عن استنكار أحد قريباتها للفكرة ونصيحتها لها أن تتخلى عنها لأنها "ستوقف سوقها" بهذه الطريقة، وتساءلت عن هذا السوق وفكرة البيع والشراء والعرض والطلب المسيطرة على مفاهيم الزواج في الوقت الحالي.

أيضا تحدثت المدونات عن القوالب التي يتم سجن شخصية الفتاة في حدودها على أنها شخصية المرأة "الطبيعية" أو "الحقيقية" أو "المثالية" والتي غالبا ما تحددها نظرة محدودة للفتاة لا تعترف بها كإنسان، بل كتابع تتحدد معالم شخصيته طبقا لما يريدها زوج المستقبل. مثلا كتبت "دعاء سمير" عن "نظرية البسكوت بالفانيليا والشطة"، حيث انتقدت تعميم صورة المرأة شديدة الرقة والهشاشة – كالبسكويت- على جميع النساء. فلا يجب أن يناقشن أو يجادلن أو يظهرن ذكاءً زائدا عن الحد، وإلا انتقصن بذلك من أنوثتهن التي تقضي بأن يكن مهيضات الجناح باستمرار في انتظار حماية الرجل والتوكؤ عليه. كذلك كتبت في مدونتي –باسم "أرابيسك"- عن معاناة الأنثى المختلفة معاناة مزدوجة، فدائما ما توضع في منطقة رمادية وتفرض عليها مآزق تحديد هوية تفكيرها: هل هو ذكوري أم أنثوي، وكأنه لا يمكن أن يوصف كبشري فقط. كذلك كتبت "نيرفانا" عن معاناة الأنثى المثقفة في المجتمع الشرقي، في مشاهد من حياة "ليلى" قبل الزواج وبعده وطرق تعامل نماذج مختلفة من الآباء معها.

وفي مفارقة لافتة تحدثت بعض التدوينات عن حال المرأة المتزوجة لتكشف أنها ليست أفضل حالا أبدا من غير المتزوجات، فالمسئوليات أكبر والأعباء أثقل ودائما ما تُلقى على عاتق الزوجة مسئولية الصبر والتحمل والحفاظ على تماسك المنزل، مثل مقال "بُعدك على بالي" عن الخرس الزوجي وأسبابه. كذلك سردت "أوسة" أحداث يوم في حياة سيدة متزوجة في مواجهة "حنفي" وأمثاله الذين لا يألون جهدا في إحباطها والتسفيه من عملها في شكل كوميدي ساخر. ولم يقتصر الكلام على الإناث اللاتي ينتمين للطبقة المتوسطة ويعشن في المدينة فقط، بل اهتمت كل من "نومينوس هانم" و"Rose" بعرض قصتين مختلفتين واحدة من ريف مصر والأخرى من صعيدها لتلقيا الضوء على وضع المرأة في المناطق التي تتمتع بنسبة أقل من الوعي والتعليم وكيفية إتمام زواجها دون السن أحيانا وبدون موافقتها أحيانا أخرى. كذلك تناولت "Blue Rose" قصة أم عماد التي تعول أولادها في ظروف صعبة وتقف حائرة بين فريقين يحلو لهما التحدث باسم المرأة والدفاع عنها، وهما أساسا لا يعرفان مشاكلها الحقيقية ولا يصلحان إلا للاستهلاك الإعلامي فقط.

أما المحور الأخير فألقى ضوءا مهما على منطقة أكثر عمقا من الأزمة ربما لا يلتفت إليها الكثيرون، وهي نمو "الرقيب الداخلي" الذي يمنع ويردع ويمسك بزمام الأمر، حتى قبل إعطاء العقل فرصته في التفكير والحكم على الأمور بشكل موضوعي. يخلق تغلغل معايير المجتمع في الحكم على الأشياء في عقولنا، مع غياب عقلية نقدية ترى هذه المعايير على حقيقتها، لا وعيا جمعيا يوافق عليها ويعيد إنتاجها. وبالتالي يتم توريثها من أم لابنتها، ويستمر المجتمع يدور في دائرة مفرغة من القهر وإعادة إنتاجه. مثلا قامت "شغف" بتجميع المقولات والتعليمات الشائعة التي تسمعها الفتيات بشكل دوري لتلقي الضوء على تناقض هذه التعليمات فيما بينها وتنصح في النهاية بتجاهلها جميعا لصالح تكوين فكرة أصيلة عن نفسنا ومجتمعنا بعيدا عن الأفكار المسبقة. أيضا كتبت "سوسة المفروسة" تدوينة بعنوان "الإشارة حمرا" تعرض فيها لمواقف متعددة من حياتها أعملت فيها الرقابة الداخلية قبل أن تطبق عليها من الخارج، وليكن بيدي لا بيد عمرو.


"ليلى" فى ساحة الحوار

ظهرت جميع هذه التدوينات وغيرها في يوم "كلنا ليلى" في 9 سبتمبر الماضي، وبالفعل أحدثت حركة وتفاعلا كبيرين على مستوى المدونات. ربما كان أكثر ما ميز مبادرتنا أنها لم تأت فوقية أو مستندة إلى اتجاه نظرى معين، بل جاءت من أفواهنا مباشرة دون وسيط يتحدث عنا، وجاءت معبرة عن اتجاهات عديدة تتلاقى في نقطة واحدة، هي المطالبة بحقنا في العدل والحرية. وبالرغم من انتقاد البعض لنا لغياب أجندة واضحة تحكمنا، إلا أننا اعتبرناها نقطة قوة في مواجهة من وصمونا بتبني أجندة غربية أو اتباع رموز بعينها.. نقطة قوة تمكنا من فتح حوار حقيقي دون أفكار أو حساسيات مسبقة، وكتابة أجندة جديدة تنبع من ثقافتنا ورؤيتنا لأنفسنا وما نراه مهدرا من حقوقنا طبقا لمقاييس العصر. وبرغم تشجيع مدونين ذكور ليوم ليلى وتأييدهم وشهادتهم لما يقع عليها من ظلم – أبرزهم "مختار العزيزي" و"عمرو عزت" – إلا أن البعض الآخر انتقد اليوم بشدة ومن منطلقات مختلفة.

مثلا انتقده "طنطاوي" لأنه جلب الصراعات الأرضية المفتعلة إلى ساحة افتراضية حرة – المدونات- تتسم بتوافق ما، خاصة في النضال ضد سياسات الحكومة ومن أجل حياة أفضل للمصريين جميعا. والحقيقة أن هذا النقد يتجاهل نقطة أساسية، فاشتراك أكثر من سبعين مدونة في "كلنا ليلى" يدل على وجود شعور حقيقي بالظلم وأننا لا نقف على أرض مستوية في الدفاع عن مصالح الوطن. فالصمت وتجاهل هذه المشاكل لا يحلها، وإنما فقط يجعلها في إطار المسكوت عنه الذي ينتظر لحظة انفجار ليعلن عن نفسه. بالإضافة لذلك فقد أكدنا على صفحة "كلنا ليلى" أن مدوناتنا لن تصبح فجأة أحادية التوجه تهتم فقط بالتنبيه للظلم الواقع علينا كإناث، ولكن ستستمر دائما في نقد الأوضاع السلبية المختلفة في المجتمع.

أما "أبو يوسف" مثلا فانتقد اليوم انطلاقا من مبادئ "نبوية موسى" ونظرتها لتحرير النساء وعملهن، وكيف أنه أولى لهن لو تحققت لهن الكفاية أن يجلسن في بيوتهن. ومشكلة نقد "أبو يوسف" أنه تبنى مرجعية لم نتبنَّها نحن، وبالتالي لا نرى ضرورة إطلاقا لأن نلتزم بها. هذا بالإضافة إلى اختلاف السياق الذي عاشت فيه "نبوية موسى" - في أوائل القرن العشرين - عن واقعنا الذي نتحدث عنه. فما طالبت به كان بالفعل قفزة طبقا لمقاييس عصرها، ولكن بفضل جهودها وجهود كثيرين قبلها وبعدها استطاعت النساء اكتساب الكثير من الحقوق الغائبة والتي نسعى للبناء عليها وليس النكوص عنها.

وبجانب بعض محاولات التسفيه والسخرية، جاءت بعض الانتقادات من منظور ديني ضيق يصر على احتكار الحقيقة وعلى تبني رؤية واحدة له. وقد أصرت هذه الدعاوى على ربطنا برموز أخرى كإقبال بركة ونوال السعداوي، وعلى وصف ما كتبناه بأنه حالات شاذة ولا تمثل أغلبية في المجتمع. ولكن لم يخل الأمر من نقد بناء نبهنا لضرورة توضيح مشاكلنا ومطالبنا بشكل أكثر تحديدا، وحذرنا من الوقوع في فخ الشكوى من الأوضاع الحالية والفضفضة حولها دون الوصول لحلول مقترحة.

والحقيقة أن الهجوم على "كلنا ليلى" أصاب بعضنا بالإحباط برغم توقعنا له، فنحن نعلم جيدا أن الحديث عن حقوق المرأة موضوع شائك لأنه غالبا ما يفسر على أنه هجوم على الرجل – وليس المجتمع ككل. كذلك بدء الحملة بأصوات نسائية فقط قد يثير حفيظة البعض على أنه إقصاء للرجال من هذه المساحة. ولكن كان الرهان على مصداقيتنا كمدونات التي اكتسبناها من التدوين في مواضيع عديدة سواء سياسية أو اجتماعية واشتراكنا في فعاليات أخرى خاصة بالتدوين. كان الرهان على أن أصواتنا مجتمعة ستنجح في إثبات وجود مشكلة حقيقية غير مفتعلة وعرضها على الوسط الذي نطرح فيه النقاش، حيث أنه ساحة مفتوحة للحوار الحر يتطلع من فيها لتغيير المجتمع للأفضل في مجالات الحرية والثقافة. وبالفعل تحقق العديد من أهداف الحملة، كزيادة الوعي بمشاكلنا العادية التي نواجهها بشكل يومي وفتح حوار على المدونات عن هذه المشاكل. ولكن ككل المبادرات التي تهدف لتغيير طريقة تفكير وثقافة مجتمع تحتاج "كلنا ليلى" لصبر ونفس طويل وتكرار للتجربة مع تنظيم المناقشات والتدوينات، بحيث تتناول في كل مرة مشكلة معينة أو محورا منفردا مما سبق، ليتم عرضها بزوايا مختلفة وإجراء نقاش مستفيض حولها والخروج باقتراحات وحلول لها.

كذلك يجب أن نحسم ما بدأ بيننا من نقاش حول ما إذا كنا نريد أن تظل "كلنا ليلى" كأيقونة معبرة عن يوم لمشاكل النساء على المدونات، بما اكتسبته من دلالات ومعانٍ، أم تتغير لتشمل رغبة في أن نصبح كلنا إنسانا واحدا يتمتع بحقوق تحترم فرديته وحريته وعقله أيا كان جنسه وهل يجب أن يتغير اسم "ليلى" الأنثوي لتصبح الدعوة عامة تشمل جميع المصريين؟ أم يقبل أي مصري رفع لافتة "كلنا ليلى" كرمز لمواجهة ازدواجية المجتمع وتعرية نفاقه وكيله بمكيالين في كل ما يتعلق بالحفاظ على علاقات السلطة القائمة في المجتمع؟


منقول عن موقع البوصلة
بقلم: مريم النقر
[تابع القراءة...]


0 حوار مع”المدون”رشيد..




أولا، هل ممكن أن تتحدث لنا عن بداية علاقتك بالتدوين، و عن تجربتك في هذا المجال؟

رشيد: بدايتي كانت بالصدفة. أحد الأخوة أهداني دومين ومساحة ولم اعرف كيف استغلها. كنت مشرفا في منتديات المعالي واستعملت هذه المساحة لرفع ملفاتي الخاصة. بعد فترة معينة وجدت أنني استوفيت نفسي في المنتدى وبحثت عن شيء جديد غير المنتديات ونصحني أحد الأخوة بإنشاء مدونة. هذا الكلام قبل 3 أعوام تقريبا حيث كانت بدايتي المتواضعة في عالم التدوين ومنذ ذالك اليوم وجدت أنني أعشق التدوين وأعشق الووردبريس الشيء الذي تحول إلى قصة حب لا زالت تستمر حتى الآن.
خلال هذه الفترة اكتسبت خبرة جيدة بكل ما يتعلق بالتدوين سواء من ناحية التعامل مع المدونة بمستوى الكود أو التصميم أو بمستوى انتقاء المواضيع التي يحبها الزوار ويتفاعلون معها أو بمستوى تحسين العلاقة مع محركات البحث.

مدونتك الآن، من المدونات العربية المتميزة، إذ أصبح لازما إن تحدثنا عن التدوين العربي لا بد أن نذكر مدونة “رشيد” …، أريد أن تقول لنا ما هو سر تميز المدونة، و أي طريق سلكت لتصل إلى وصلت إليه الآن؟

رشيد: يسرني كثيراً أن العديد يعتبرون مدونتي مميزة فهذا الشيء توفيق من الله عز وجل. التميز في أي مجال يحتاج إلى عدة عناصر أهمها أن تحب المجال الذي تعمل به وأن تواظب على هذا الشيء وأن تجتهد. لا توجد طريقة سهلة حتى تكون مميزاً. مدونتي تحتوي على 450 تدوينة وهي كمية قليلة نسبيا لموقع لكن كل تدوينة تأخذ من وقتي على الأقل ساعة واحدة واحيانا عدة ساعات حتى أخرج بها بالشكل المطلوب ووجدت أن زواري يحبون ما أكتبه ويحبون طريقة عرضي للتدوينات الشيء الذي أعطاني طاقات أخرى حفزتني على الاستمرار بنفس الوتيرة وتقديم المزيد من المواضيع بمستوى أفضل. نصيحتي لكل مدوّن أن يكتب تدويناته بلغته وأن يبتعد عن آفة العصر في عالم النت العربي وهي النسخ واللصق وهذه ظاهرة لا يحبها الزوار ولا تحبها محركات البحث ونتائجها وخيمة جدا.

بعد كل هذه السنوات من التدوين العربي، هل ترى أن المدونات العربية ارتقت إلى مستوى نظيراتها الغربية، أم أن الطريق ما زال طويلا أمامها ؟

رشيد: المدونات العربية في بداية طريقها ولم تصل إلى مستوى المدونات الغربية. حتى نرتقي بالمستوى يجب أن ننظر إلى موضوع التدوين بشكل جدي. يجب أن يهمنا الكيف وأن لا يهمنا الكم. مدونة تقدم لزوارها موضوعا نوعياً مرة واحدة كل أسبوع أفضل من مدونة تقدم لزوارها 3 مواضيع يومية منقولة أو عديمة الفائدة. يجب أن يكون توجه للمدونة وأن يكون لها هدفاً (تجاري,اجتماعي,مهني,…) لأنه مدونة بدون هدف عادة لا ترتقي إلى المستوى المطلوب وأغلب مدوناتنا العربية لا تضع هدفا نصب عينيها. على كل مدون أن يعرف ماذا يريد من مدونته حتى يعرف كيف يطور مدونته في سبيل الوصول إلى الهدف.

بدأنا نسمع في الآونة الأخيرة عن اعتقال عدة مدونين، و خصوصا من السعودية و مصر…، ألا ترى أن المسؤولين قد رأوا أن المدونات ممكن أن تمثل في المستقبل قوة ضاغطة، لدى قرروا اعتقال بعض المدونين ليرسلوا من خلالهم رسائل تحذيرية لبقية المدونين؟

رشيد: بدون شك. عالم التدوين هو عالم آخر بحد ذاته. في عصرنا الحالي أصبحنا نجد في كل بيت على الأقل جهاز كمبيوتر واحد مع اتصال للانترنت. هذا الواقع الجديد كوّن بيئة جديدة للتواصل وتبادل المعلومات ونقلها إلى العالم الخارجي. أصبحت المدونة مثل المنشور الذي يتم توزيعه في الشوارع أو مثل الصحيفة أو مثل النشرة الإخبارية – هنالك مجال لإبداء الرأي ونقله للغير بدون قيود وبدون أن تأخذ موافقة أحد, الشيء الذي أنار المصباح الأحمر عند المسؤولين, رأينا مؤخرا اعتقال الزميل المدون فؤاد الفرحان لفترة طويلة دون أن يسمع عنه أحد وهذه رسالة لكل المدونين مفادها نحن نرى ونقرأ ما تكتبون وكل واحد مسؤول عما يكتبه ! طبعاً هنا ندخل إلى مجال حرية التعبير عن الرأي الأمر الذي يتم معالجته في كل دولة وفق نظمها ودستورها.

أخيرا، ماذا يمكن أن تقول للمدونين العرب..؟ و أي نصائح يمكن أن تعطيها للداخلين لتوهم إلى ساحة التدوين؟

رشيد: حدّد هدفك من المدونة
إذا كنت لا تحب التدوين لكنك تريد مدونة مثلك كمثل غيرك فأنصحك أن لا تفكر بإنشاء مدونة
لا , لا , لا للنسخ واللصق , اكتب مواضيعك بنفسك حتى يحبك الزوار وحتى يحبك العم جوجل
التدوين لا يقتصر على الكتابة فقط. هنالك حاجة أن تكون ملما بإدارة المدونة وحل مشاكلها التقنية ومشاكل الاستضافة.
نحن بحاجة إلى معلومات نوعية (متعوب عليها). شبكة النت العربية تفتقر بشكل كبير إلى الكثير من هذه المحتويات
حاول أن تستفيد من مدونتك. لا تعتبر المدونة هواية فقط.
انقطاعك عن التدوين لفترة طويلة سيفقدك زوارك الأوفياء.

الحوار منقول عن مدوّنة "رحلة عبر المدوّنات".


أجرى الحوار: أسامة

[تابع القراءة...]


2 أنا أدوّن، إذن أنا موجود



هل يكتب المدوّنون ما يُقرأ لمن يقرأ؟ وهل التدوين هو حركة واعية تُدرك أهدافها وغاياتها، أم أن التّدوين هو تهويم في الفوضى وممارسة التّعرّي ونشر الغسيل الداخلي على الحبال الإلكترونية وأشياء أخرى..؟. هناك تجارب فردية وأخرى جماعية جديرة بالوقوف عندها وتعمّق تفاصيلها وملامحها، ورصد الأهداف التي قامت من أجلها وما أنجزته خلال مسيرتها.. فقد يكون التدوين رافدا إعلاميا يجب استثماره، وقد يكون رافدا معرفيا وعلميا وو..
شخصيا، أغواني التدوين، ليس من أجل البحث عن أجوبة لما طرحته من أسئلة، فليس مُهمّا أن يكون لكل سؤال جواب.. ولا أملك القابلية لأنفق الوقت والجهد في مطاردة أجوبة هي أشبه بخيط دخّان في سماء صافية.
لنسلّم أن التدوين صار مثل "كوجيتو" ديكارت وفي الإمكان القول:"أنا أُدوّن إذن أنا موجود"، فالأكيد أن هناك من يدوّن من أجل أن يتنفّس بعض أكسيجين الحرية الإلكترونية، وهناك من يبحث عن عالم خصب يزرع فيه همومه ومشاكله وأحلامه – سواء كانت تعنيه أو تعني مجتمعه- لعلها تتلاقح وتتناسل فتنبت وتكبر وترشد مع الأيام، من يدري ربما تُنجب حركات التدوين العربي قوى ضاغطة مُشبعة بوعي التغيير الفاعل.. أو لعلها تُنتج "الكمياء" التي تبحث عنها الشعوب كي تعيد صبغ وقائعها بغير الأصباغ السوداوية حينا والقاتمة الحمرة أحيانا والغائمة في كل الأحايين..
تفاصيل الحياة اليومية تتشابه في كل الأقطار العربية، والكائن البشري العربي أينما كان على الجغرافية العربية يريد أن يتكلّم ويصرخ ولا يريد أن يسمع وينصت، يريد أن يكتب ويقول ولا يريد أن يقرأ ويتابع.. فالمدوّنون العرب يشتركون في استطعام نكهة الحياة بلسان واحد.. والمدوّنات تهب "نعمة" التعبير بلا حدود وبلا قيود.. وتمنح المدوّن أن يختار نوع الضريبة التي يدفعها في النهاية، سواء دوّن باسمه الصريح أو تحت مُعرّف مٌقنّع.. والأمثلة عن الضرائب التي دفعها بعض المدوّنين كثيرة وتتشابه عبر أقطارنا العربية، وهي ضرائب باهضة أحيانا وتدعو إلى التساؤل: هل حقّا للتدوين قوة تأثير يخشاها من يخشاها، ويرهبها من يرهبها.. أم أن الأمر هو استشراف لما سيكون عليه التدوين وخنقه في بداياته وترهيب المدونين هو عملية تدجين مُسبقة ومسخ للقادم قبل أن يُولد؟؟
مهما يكن، أعتقد أن طابع الفردانية والفوضوية لمّا يزل يطبع مسار حركة التدوين ويجب أن تتشكل خارطة خاصة بالتدوين العربي مُوزّعة حسب مجالات التدوين وتخصاتصه، كما يجب أن يكون التدوين مجال استثمار قابل للتفعيل لا سيما في إطار الفعاليات الحقيقية للمجتمع المدني.. ويجب أن يكون للتدوين مدوّنة أخلاقية تُعنى بالضوابط والمعايير وأدبيات النشر ووو.. بعيدا عن كل وصاية رسمية أو شبة رسمية، فالوصاية العربية لا تؤمن بسن البلوغ والرّشاد..
هي كلمة افتتاحية لمدونة المُدوّن العربي، التي ستكون بيت قوالب بلوجر الاحترافية خدمة للتدوين العربي.

[تابع القراءة...]


 

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الصعود إلى أعلى الصفحة Copyright © 2010 | نعريب مكتبة خالدية